إن التطور المشهود في معالم الحضارة المعاصرة في شتى الميادين المعرفية والتكنولوجية ما هو إلا نتاج جهود إنسانية مشتركة، وقد لعبت الترجمة دورا محوريا لانجاح تضافر هذه العملية الفكرية؛ حيث أنها سهلت طريق التعارف والتعاون بين الشعوب وساهمت في إطلاق أفكار الأمم إلى آفاق رحبة تصل العالم أجمع مواكبة بذلك شتى معالم التقدم والنماء.
ومن هذا المنظور، أصبحت الترجمة جزءا لا يتجرأ من عملية التواصل بين شعوب العالم وأساس ثابت ينبني عليه الحوار الثقافي. ولن نقدر على مواكبة مظاهر الحداثة الحاصلة في العالم الخارجي ما لم نعجّل من حركة الترجمة في جميع مجالات الحياة شاملة بذلك العلوم الإنسانية والعلوم البحتة.
وتأتي أهمية الترجمة في اسهامها في غلق الهوة الفاصلة بين المتقدم والمتأخر في الركب، واضطلاعها للسير بالحراك الثقافي والفكري إلى أعلى مستوياته، ونقلها لمتغيرات العالم ومعطياته الجديدة والمتنوعة إلى عالمنا العربي آخذة بعين الاعتبار ما يسهم في تقدم الفكر البشري العربي.
ومن هنا، انطلقت المبادرة الوطنية للترجمة بفريق من الشباب العماني الطموح مسددين خطاهم نحو إثراء المحتوى العربي بترجمة مقاطع فيديو مرئية لسلاسل وبرامج ثقافية مثرية بطابعها العلمي والأدبي في شتى الميادين. كما تهدف المبادرة إلى تمكين الشباب العُماني في مجالات الترجمة وإشهار حركة الترجمة في سلطنة عُمان.